الصمت البليغ
?????
تطايرت يوماً وريقة من حقيبة فتاة فالتقتطها يدي فإذا هي
رسالة إلى حبيب سابق
أيها الحبيب الذي لم يعد حبيباً..
كيف خطر لك أني سكت .. هل لأنني صمتُ ولم أقل شيئاً ولم أفعل شيء
كنا نجلس على الطاولة نتحدث بشفافية الوجدان ورقة المشاعر والأحاسيس وكأننا ملاكان هبطا من السماء
لم نشعر بوجود الآخرين ولم نسمع حتى قهقهاتهم, كنا كمن اعتلى الغيوم فوق السحاب إلى أن خيِّل إليَّ أن نظراتك تتسلل من فوق كتفي.. لم أعر الأمر اهتماماً بادئ ذي بدء فقد ظننت أنك تتأمل عنقي, ولكن تسلل هذه النظرات استمر ليأخذ شكل هروب حقيقي.
كان لا بد أن أنظر إلى الخلف وحين فعلت رأيت عجباً, فتاة تجلس على الطاولة المجاورة تفتقر إلى أبسط مقاييس الجمال, وضعت على وجهها الأصباغ و المساحيق, في عينيها بلادة وغباء واستعان. إلا أنهما ساكتتان خاليتان من الحياة.
صعقت لا لهروبك مني فلن تستطيع امرأة في الدنيا أن تربط حبيبها بالحبال, صعقت لأنك انتقلت من حديث القلب إلى حديث الأصباغ والمساحيق ومن حديث النظرات من العيون الصامتة إلى حديث مع العيون البليدة الخالية من الحياة.
لم أسكت كما خيّل إليك فالسكوت عجز عن الكلام وفقر عاطفي ولكني صمتُ..
والصمت لغة لم تألفها, كنت أتحدث إلى نفسي, دون أن أتوقف عن السباحة في أعماقك وهكذا لم أغادر المكان في الزمان عينه , وإذا كانت لغة الكلام قد تعطلت فلكي تهيأ المناخ لحديث أخر أكثر غنى وأشد حساسية وأحدُّ نفاذاً فإذا بها كلمات حارة .. انهمرت من عيوني فصمتي كان ناطقاً ولكن مع الأسف لم تفهمه فإذا بك تجلس ساكتاً باهت النظرات...
كنت أتمنى أن تدرك معنى صمتي وتفهمه ولكنك لم تفعل, اكتشفت عالمك الداخلي كله فراغ خالٍ من الحياة لأنه يفتقر إلى الأوكسجين.. كنت أسبح بسرعة كبيرة .. ولكن بهدوء عجيب ..
وبسرعة.. بسرعة.. خوف الاختناق .
عند ذلك اكتشفت أننا غريبان على طاولة واحدة لكل منا رؤية خاصة به لا يمكن لهما أن يلتقيا.
كان لا بد أن يكون اللقاء أخر لقاء وأن تكون هذه الرسالة أخر رسالة فليس لحبٍ أن يعيش إلا في الأعماق.
__________________
حدثني الجميع عن السماء
لكني لم أشعر أني ألمسها
إلا حين عانقت نجمتي
تحياتي لكم
محمد من فلسطين
?????
تطايرت يوماً وريقة من حقيبة فتاة فالتقتطها يدي فإذا هي
رسالة إلى حبيب سابق
أيها الحبيب الذي لم يعد حبيباً..
كيف خطر لك أني سكت .. هل لأنني صمتُ ولم أقل شيئاً ولم أفعل شيء
كنا نجلس على الطاولة نتحدث بشفافية الوجدان ورقة المشاعر والأحاسيس وكأننا ملاكان هبطا من السماء
لم نشعر بوجود الآخرين ولم نسمع حتى قهقهاتهم, كنا كمن اعتلى الغيوم فوق السحاب إلى أن خيِّل إليَّ أن نظراتك تتسلل من فوق كتفي.. لم أعر الأمر اهتماماً بادئ ذي بدء فقد ظننت أنك تتأمل عنقي, ولكن تسلل هذه النظرات استمر ليأخذ شكل هروب حقيقي.
كان لا بد أن أنظر إلى الخلف وحين فعلت رأيت عجباً, فتاة تجلس على الطاولة المجاورة تفتقر إلى أبسط مقاييس الجمال, وضعت على وجهها الأصباغ و المساحيق, في عينيها بلادة وغباء واستعان. إلا أنهما ساكتتان خاليتان من الحياة.
صعقت لا لهروبك مني فلن تستطيع امرأة في الدنيا أن تربط حبيبها بالحبال, صعقت لأنك انتقلت من حديث القلب إلى حديث الأصباغ والمساحيق ومن حديث النظرات من العيون الصامتة إلى حديث مع العيون البليدة الخالية من الحياة.
لم أسكت كما خيّل إليك فالسكوت عجز عن الكلام وفقر عاطفي ولكني صمتُ..
والصمت لغة لم تألفها, كنت أتحدث إلى نفسي, دون أن أتوقف عن السباحة في أعماقك وهكذا لم أغادر المكان في الزمان عينه , وإذا كانت لغة الكلام قد تعطلت فلكي تهيأ المناخ لحديث أخر أكثر غنى وأشد حساسية وأحدُّ نفاذاً فإذا بها كلمات حارة .. انهمرت من عيوني فصمتي كان ناطقاً ولكن مع الأسف لم تفهمه فإذا بك تجلس ساكتاً باهت النظرات...
كنت أتمنى أن تدرك معنى صمتي وتفهمه ولكنك لم تفعل, اكتشفت عالمك الداخلي كله فراغ خالٍ من الحياة لأنه يفتقر إلى الأوكسجين.. كنت أسبح بسرعة كبيرة .. ولكن بهدوء عجيب ..
وبسرعة.. بسرعة.. خوف الاختناق .
عند ذلك اكتشفت أننا غريبان على طاولة واحدة لكل منا رؤية خاصة به لا يمكن لهما أن يلتقيا.
كان لا بد أن يكون اللقاء أخر لقاء وأن تكون هذه الرسالة أخر رسالة فليس لحبٍ أن يعيش إلا في الأعماق.
__________________
حدثني الجميع عن السماء
لكني لم أشعر أني ألمسها
إلا حين عانقت نجمتي
تحياتي لكم
محمد من فلسطين
